الملخص يهدف البحث إلى تبيان نظرة الإسلام إلى الحرف اليدوية ورفع شأن العاملين، وبيان الحلول التى شرعها الإسلام لحل مشكلة البطالة، وأن العمل المشروع له منزلة سامية في الإسلام أياً كان نوع هذا العمل، وأن هناك آيات عديدة في القرآن الكريم تدل على أن الأنبياء كانوا يعملون في بعض المهن والحرف اليدوية، وكان رسول الله محمد r مثالاً للعاملين المخلصين، حيث عمل في رعى الغنم، ومارس التجارة مضاربة بأموال السيدة خديجة رضى الله عنها، والصحابة الكرام كانوا يعملون في أمر معاشهم، ولم يعرفوا البطالة، بل كانوا أصحاب حرف ومهن، وقد سار كثير من العلماء والفقهاء القدامى على نهج الجمع بين العلم والعمل الحرفى والمهنى، كما يتناول البحث أهمية الاحتراف والعمل المهنى، وبيان منهج رسول الله في الاقتصاد والتجارة، وأنه لم يقف على مجرد الحث على العمل بطريقة الكلام المجرد، ولكنه وضع حلولاً عملية محددة حتى لا يتقاعس الناس عن العمل، ويركنوا إلى الراحة، فقد بيّن للصحابى الذى جاء يسأله الصدقة الطريق الصحيح كقائد ومعلم له ولغيره من الناس، حيث هيأ له البيئة المناسبة للعمل، بتوفير الأدوات اللازمة للتنمية والإنتاج لكيلا يصبح عالة على المجتمع، وأن البطالة يسهل حلها بالعزيمة والصبر، وقد أكد رسول الله على هذه المعانى الاقتصادية في مواقف عديدة وأحاديث كثيرة نذكر بعضها في هذا البحث، وقد ربى رسول الله الناس على العفة والاعتماد على النفس، وبذل أقصى الجهد لكسب الرزق الحلال، وبيّن أن العمل مهما كان نوعه هو أفضل من سؤال الناس، وإهدار الكرامة، وقد رغب رسول الإسلام في العمل وبذل الجهد، وطرق الأسباب المشروعة لكسب الرزق بشرف وعزة، وحارب البطالة والتسول، وأوجب السعى والعمل مهما كان شاقاً. كما يهدف البحث إلى تبيان الأسس والسياسات الاقتصادية الإسلامية لحل مشكلة البطالة من حيث تقوية الباعث على العمل، وتطبيق الصيغ الإسلامية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، والتى تقوم على المشاركة، وليس الفائدة، لأن التمويل الإسلامى أوسع وآمن كالتمويل عن طريق المرابحة، وعقد السلم، وعقد المضاربة، والاستصناع، والإيجار المنتهى بالتمليك، وكلها أكثر أدوات التمويل الإسلامى أماناً، كما بيّن البحث أنه يمكن للوقف الإسلامى أن يساهم في الحد من البطالة من خلال دوره في دعم ومساندة صغار المستثمرين، وأصحاب المشروعات الصغيرة بإنشاء الأوقاف التى تهدف إلى مساندتهم سواء بتوفير أدوات المهنة أو الحرفة، أو القروض الحسنة، أو تقديم خدمات أخرى مثل التعليم والتدريب الذى يرفع من كفاءتهم المهنية، ويخفض من تكاليف منتجاتهم لضمان عدم خروجهم من سوق العمل. فالوقف الإسلامى يساهم في علاج البطالة بما يقدمه من مؤسسات وأنشطة تعمل على رفع كفاءة العنصر البشرى، بإقامة المدارس والمعاهد والجامعات، وهو يُعد أسلوباً مُهِماً في تقديم التمويل اللازم للمشاريع الصغيرة التى تضمن تشغيل الطاقات العاطلة. وهناك الوقف الأهلى الذى يوقف على الأهل والذرية، والوف الخيرى الذى تصرف إيراداته على أعمال الخير العامة لتحقيق مصالح الناس، وسد حاجاتهم وما يوقف للاستثمار في المشروعات الاستثمارية، والمشروعات الصغيرة أصبحت أمل الاقتصاد المصرى، والتمويل الإسلامى للمشروعات الصغيرة يتميز بتعدد صيغه وتنوعها، الأمر الذى يجعل له القدرة على تمويل المشروعات الصغيرة والكبيرة. فصيغ المشاركة في الاقتصاد الإسلامى تجعله أكثر مرونة في مواجهة التمويل التقليدى الذى يقوم على صيغة واحدة، وهى نظام القرض بفائدة، والذى يمثل مشكلة كبيرة على المشروعات في حال تعثرها مما يعرضها للإفلاس، بالإضافة إلى أن البنوك التجارية التقليدية تفضل تمويل المشروعات الضخمة بسبب انخفاض درجة المخاطرة في هذه المشروعات، ولقدرتها على توفير الضمانات المطلوبة من جهة أخرى، كما بيّن البحث أهمية تفعيل نظام الزكاة والقرض الحسن والهبات والوصايا لدعم المشروعات الاستثمارية تحت إنشاء المؤسسات الخيرية وأهمية إنشاء مراكز التدريب المهنى والحرفى من خلال المنظمات والمؤسسات التى لا تهدف الربح، وتدعيم تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بنظام القرض الحسن أو الإيجار المنتهى بالتمليك، ودعم طرق التعاون والتكامل الاقتصادى بين الدول العربية والإسلامية، ودعم التكافل التعاونى في ضوء الشريعة الإسلامية، وهو تعاون الأفراد فيما بينهم على تلافى آثار الأخطار التى قد يتعرض لها أحدهم بتعويضه عن الضرر الناتج من وقوع هذه الأخطار. ومن أهم السياسات الاقتصادية دفع مؤسسات المجتمع المدنى، مثل الجمعيات الخيرية والاجتماعية ومؤسسات الزكاة وغيرها إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والتى ثبت عملياً أن لها دورها الفعال في حل مشكلة البطالة عن طريق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، لأنها تطبق نظام القرض الحسن ونظام الإيجار المنتهى بالتمليك، ونظام المشاركة، وقد حققت نتائج فعالة لعلاج مشكلة البطالة. وقد عَنىّ البحث ببيان أهمية المشروعات الصغيرة، والصعوبات التى تواجه تمويلها، وأساليب تمويلها باستخدام الصبغ الإسلامية.