المسئولية المدنية الناجمة عن أضرار أبراج تقوية شبکات المحمول في القانون المدني والفقه الإسلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس القانون المدني بکلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة

نقاط رئيسية

تکملة المقال داخل الملف المرفق

الموضوعات الرئيسية


مقدمة

الحمد لله کما ينبغي لجلال وجهک وعظيم سلطانک، الحمد لله رب کل شيء ومليکه، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين المبعوث رحمةً للعالمين، والهادي إلى الصراط المستقيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وتسليم.

أما بعد:

فمما لا شک فيه أن عصر التکنولوجيا الذي نعيشه الآن وما يوفره لنا من سهولة في الاتصال بکل أنحاء العالم بواسطة شريحة هاتف لا يزيد حجمها على سنتيمتر تحول الهاتف من مجرد جهاز ليس له استخدام فعال إلى وسيلة اتصال بالعالم بأسره، وتزداد أهميتها أکثر عند اتصالها بشبکة الإنترنت الذي يکون شبکة اتصالات ومعلومات هائلة تتيح الاتصال ومعرفة کل ما تريد معرفته في شتى المجالات، وهکذا تأتي لنا التکنولوجيا کل يوم بکل ما هو جديد لتجعل حياتنا سهلة ومريحة، ولکن لکل شئ عيبًا يتوارى خلفه ليتضح أن درجة الکمال لم ولن يصل لها أي شئ مهما بلغت براعته ودقته، فهذه الشريحة الصغيرة بامکاناتها الهائلة تخفي خلفها أضرارًا جسيمة تؤثر على مستخدمها في صحته التي هي ثروته الحقيقية وأثمن ما يمتلکه في الدنيا، وذلک بسبب الموجات الکهرومغناطيسية الضارة التي تصدر عنها وتؤثر تأثيرًا سلبيًا على خلايا الجسد، لذا ينصح الأطباء بضرورة عدم استخدام الهاتف المحمول لفترات طويلة وکذلک عدم ترکه مفتوحًا في الحجرة التي ينام بها مستخدمه لما لذلک من تأثير ضار على خلايا المخ، کما يشدد الأطباء على ضرورة عدم استعمال الأطفال أقل من اثنى عشر عامًا للمحمول لتأثير الموجات المنبعثة منه السلبي على نمو الأطفال وعلى جهازهم المناعي([1])، ولقد حذرت منظمة الصحة العالمية الآباء والأمهات من مخاطر السماح للأطفال باستخدام المحمول لما يواجههم من مخاطر صحية محتملة لأن جماجمهم أرفع وأمخاخهم ما زالت تنمو([2])، هذا بالنسبة للهاتف والذي يصل حجمه إلى کف اليد فما بالنا بالأضرار الناشئة عن أبراج اتصالات تقوية شبکة المحمول التي هي مصدر هذه الموجات الکهرومغناطيسية، وهي تبنى وتشيد في أماکن مأهولة بالسکان وفي بعض الأحيان بالقرب من مدارس أطفال أو مستشفى أو فوق عمارة سکنية، وتعمل هذه الأبراج على تقوية شبکات المحمول واتصال بعضها ببعض، والأضرار الناشئة عن هذه الأبراج بالغة الخطورة نظرا لما تصدره من موجات کهرومغناطيسية ضارة على جسم الإنسان.

ويثور التساؤل عن مدى مسئولية شرکات المحمول صاحبة هذه الأبراج عن الأضرار الناجمة عنها والتي تؤدي إلى إصابة المحيطين بها بأمراض خطيرة، وما الأساس القانوني لهذه المسئولية، وهل وفرت القوانين الحالية الخاصة بالاتصالات الحماية اللازمة للمضرورين من أبراج الاتصالات؟ وکيف يمکن تعويض المضرورين عن هذه الأضرار؟ وهل يمکن لشرکات المحمول أن تدفع مسئوليتها عن هذه الأضرار؟ وما موقف الفقه الإسلامي من التعويض عن الأضرار التي تسببها أبراج تقوية الهاتف المحمول؟

کل هذه التساؤلات سنجيب عنها - ـبمشئة الله تعالى - في هذا البحث الذي سنقسمه إلى ثلاثة فصول على النحو التالي:

الفصل الأول: ماهية أبراج تقوية شبکة المحمول وآلية عملها والأضرار الناجمة عنها.

المبحث الأول: ماهية أبراج تقوية شبکة المحمول وآلية عملها.

المبحث الثاني: الأضرار الصحية الناجمة عن أبراج الاتصالات.

الفصل الثاني: الأساس القانوني للمسئولية المدنية الناجمة عن أضرار أبراج تقوية شبکة المحمول. وفيه عدة مباحث:

المبحث الأول: مدى صلاحية قواعد المسئولية التقصيرية کأساس قانوني للمسئولية عن أضرار أبراج الاتصالات.

المبحث الثاني: مدى کفاية قواعد المسئولية عن حراسة الأشياء کأساس قانوني للمسئولية الناجم عن أضرار أبراج الاتصالات.

المبحث الثالث: نظرية مضار الجوار ومدى ملاءمة قواعدها کأساس قانوني للمسئولية عن أضرار أبراج تقوية شبکة المحمول.

الفصل الثالث: موقف الفقه الإسلامي من المسئولية عن الأضرار الناجمة عن أبراج تقوية شبکة المحمول. وفيه عدة مباحث:

المبحث الأول: ماهية حالة المباشرة و صورها.

المبحث الثاني: ماهية حالة التسبب وصورها.

المبحث الثالث: تعريف الضرر وشروط تحققه في الفقه الإسلامي ونوع الضرر الواقع على المضرور من أبراج الاتصالات وطريقة التعويض عنه في الفقه الإسلامي.



([1]) نقلا عن موقع WWW.Startimes.com

 

([2]) نقلا عن موقع www.albawaba.com