استخدام الأجنة المجهضة في الأغراض الطبية والأحکام الفقهية المتعلقة بها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم الفقه بکلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر – بالقاهرة

نقاط رئيسية

تکملة المقال داخل الملف المرفق

الموضوعات الرئيسية


تقديـــم:

لوحظ في السنوات الأخيرة من القرن العشرين النمو السريع والمتلاحق في المجالات الطبية لاسيما في مجالات التداوي والأبحاث الطبية، ومن المجالات الطبية التي لاقت من الأطباء والمتخصصين في هذا المجال عناية فائقة هو علم «الأجنة البشرية» وما يتعلق به، فقد حدثت نقلة نوعية کبيرة في هذا العلم وتوصلت الأبحاث الطبية فيه لنتائج مذهلة ومنها «معرفة تطور ونمو الجنين الإنساني» «إمکانية معرفة نوع الجنين» «إمکانية التلقيح الصناعي خارج الرحم» وغير ذلک من التقدم الطبي في هذا المجال.

ففي بداية الستينات من القرن العشرين تطورت الأبحاث الطبية فيما يتعلق بالأجنة تطورًا کبيرًا حيث استخدم ما يعرف «بنقي العظام» من الأجنة لمعالجة بعض أمراض الدم النادرة المتميزة بنقص الخلايا المناعية ثم تطورت تلک الأبحاث تطورا کبيرا في مطلع الثمانيات حيث بدأت عمليات زرع خلايا مستخرجة من أجنة حيث زرعت خلايا الغدة الکظرية – فوق الکلية – من خلايا الدماغ المأخوذة من الأجنة، وکذلک زرع خلايا مستخرجة من خلايا دماغية من الأجنة في أدمغة مرضى يعانون من الشلل الرعاش «البارکنسونترم» حيث قام الجراحون في مستشفى «کارد لينسکا» في استکهولم بالسويد بنقل خلايا من الغدة الکظرية من جنين إلى دماغ مريض يعاني من الشلل الرعاش وذلک في 30/3/1982 ثم تتابعت بعد ذلک الجراحات الطبية التي تعتمد على خلايا مؤخوذة من الأجنة وذلک في دول غربية کثيرة ومن أهمها الولايات المتحدة الأمريکية([1]).

ومن منطلق أن الإسلام دين يأمر بالعلم وطلبه ويرفع درجات العلماء ويجعلهم من أشد الناس خشية لله لأن العلم المقترن بالإيمان يقرب الإنسان من ربه ويطلعه على بعض من دلائل قدرته تعالى فکانت شريعة الإسلام لا تقف حجر عثرة أمام تلک الأبحاث الطبية المتعلقة بالبحث العلمي الطبي والتداوي بل تقف الشريعة موقف الداعم لهذه المجهودات العلمية، إلا أنه لوحظ على بعض هذه المجهودات خروجها عن القواعد العامة للشريعة الإسلامية خصوصا المتعلقة منها بالحفاظ على الکرامة الإنسانية ومنع الاعتداء عليها أو جعل الإنسان سلعة تجارية بما يتعارض مع الضرورات الخمس التي أمرت کافة الشرائع السماوية بالمحافظة عليها إضافة إلى مخالفة بعض هذه الأبحاث للأخلاق الإنسانية الفطرية ولهذا کان من الضروري بيان الموازين الفقهية الإسلامية التي تجعل تلک الأبحاث الطبية خادمة ومؤکدة للکرامة الإنسانية لا مهدرة لها.

ومن هذه المجالات الطبية التي تحتاج إلى ضبط ما يتعلق بعلم الأجنة وخاصة المجهضة منها، والاستخدام الطبي لها وبيان الأحکام الفقهية التي تتعلق بمشروعية هذا الاستخدام، وهذا هو ما دفعني لکتابة هذا البحث لأبين القول الفقهي في الاستخدام الطبي للأجنة المجهضة مدعما ذلک بأقوال أهل الطب أنفسهم باعتبارهم أهل الذکر فيما يتعلق بدقائق هذه الأمور وتطبيقًا لقوله تعالى ﮋﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﮊ ([2])

وانطلاقًا من هذه التوجيهات الشرعية فقد تحدثت في هذا البحث عن المسائل الفقهية المتعلقة بهذا الأمر مقسما البحث على النحو التالي:

ينقسم البحث إلى ثلاثة فصول:

الفصل الأول: عناية الشرعية بالإنسان وکرامته.

وينقسم هذا الفصل إلى مبحثين:

المبحث الأول: معنى التکريم في اللغة والاصطلاح.

المبحث الثاني: مظاهر تکريم الشريعة للإنسان.

الفصل الثاني: الجنين ومراحل نموه.

وينقسم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الجنين ومعناه في اللغة والاصطلاح.

المبحث الثاني: مراحل نمو الجنين کما جاءت بها النصوص الشرعية.

المبحث الثالث: مر احل نمو الجنين عند الأطباء.

الفصل الثالث: الاستخدام الطبي للأجنة المجهضة.

وينقسم هذا الفصل إلى أربعة مباحث:

المبحث الأول: الإجهاض ومعناه فقي اللغة والاصطلاح ومظاهر الحماية الشرعية للجنين.

المبحث الثاني: أنواع الإجهاض والأحکام الفقهية المتعلقة به.

المبحث الثالث: الاستخدام الطبي للأجنة المجهضة.

المبحث الرابع: أقوال الفقهاء في الاستخدام الطبي للأجنة المجهضة.




([1]) د/ صالح عبد العزيز کريم  «المدخل إلى علم الأجنة الوصفي والتجريبي» 216،215 طبعة أولى 1411ﻫ - 1990م الناشر دار المجتمع للنشر والتوزيع مجلة مجمع الفقه الإسلامي عدد 10 الدورة 10 ص3/333 .

([2]) سورة النحل 43 .