قواعد العمل الطبي وقيام المسؤولية الطبية دراسة مقارنة بين التشريع المصري والشريعة الإسلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد القانون المدني جامعة شقراء المملکة العربية السعودية

نقاط رئيسية

تکملة المقال داخل الملف المرفق

الموضوعات الرئيسية


مقدمة

أدى التقدم العلمی الهائل إلى تطورٍ ورُقِی ملحوظ فی أسالیب العلاج وأدواته، وما أستتبعه ذلک من اکتشاف أمراض جدیدة ،الأمر الذی ألقى على کاهل الأطباء التزام أصیل بضرورة معرفة الأصول الطبیة، والاطلاع على کافة أشکال التطور فی أسالیب العلاج والدواء، وذلک حتى یتفادى قیام المسؤولیة فی حقه، فکثیر من الأطباء یجهلون التزاماتهم مما یؤدی إلى کثرة الأخطاء الطبیة.

وصاحب هذا التقدم اهتماما ملحوظ فی الأخذ بقواعد المسؤولیة الطبیة، مما أدی إلى تطور فی مفهوم العنایة الواجبة على الطبیب.

ولذلک قامت مسؤولیة الأطباء التی تعتبر التزاما على عاتق الطبیب، وفی نفس الوقت ضرورة أخلاقیة للحفاظ على حق الإنسان فی سلامة جسده وأعضائه.

وعلى إثر ذلک زادت أهمیة البحث فی محاولة منه لفک التشابک الذی قد یوجد بین الأطباء ورجال القانون حول تقریر المسؤولیة من عدمه، هذا بالإضافة إلى ظهور شرکات التأمین فی هذا المجال، وما قد ینشأ عنه من صراع بینها وبین الأطباء فی تقریر التعویض من عدمه.

ولا تعد المسؤولیة الطبیة ولیدة هذا العصر، فیشیر التاریخ الإنسانی عبر العصور إلى أن المجتمعات والحضارات السابقة نظمت هذه المسؤولیة ووضعت لها ضوابط أخلاقیة وقانونیة یلتزم بها الطبیب المعالج، وذلک لحمایة المریض، وکان على رأس تلک الحضارات الحضارة الفرعونیة وما تضمنته من أحکام.

وإذا نظرنا إلى الشریعة الإسلامیة نجد منهاج حیاة متکاملاً، فقد وضعت أسس ومبادئ لممارسة المهنة، وأقامت المسؤولیة الطبیة على کل طبیب مخطئ، ووضعت مسمى الطبیب الحاذق وجعلته أساساً لمباشرة العمل الطبی، ورغم ذلک ألزمته التعویض إذا أخل أو قصر، واستقت هذه المبادئ والأسس من کتاب الله تعالی والسنة الشریفة واجتهاد الفقهاء.

أهمیة البحث:

إن الحدیث عن مسؤولیة الأطباء ذو أهمیة بالغة وذلک نظراً لاتصال عمل الطبیب بجسم الإنسان، وما یتبعه ذلک من ضرورة احترام حق الإنسان فی سلامة جسمه وصحته، مع التزام الطبیب بعلاج المریض.

فعمل الطبیب دائر بین غایتین أساسیتین هما:

-توفیر عنایة طبیة وعلاجیة سلیمة للمریض، مع توفیر حمایة کافیة للمریض ضد خطأ الأطباء.

-توفیر حریة کافیة للأطباء فی اختیار أسلوب العلاج المناسب، وابتکار أسالیب وطرق جدیدة عن طریق حریة البحث العلمی فی هذا المجال، ویلزم أن یتم ذلک فی جو من الثقة والطمأنینة.

وتلک الغایتین قد تتضاربا أو تختلفا، ولذلک برزت أهمیة هذا البحث، لما قد یضعه من أطر ومبادئ من الممکن أن تجعل من تلک الغایتین متوافقتین ولیست متضاربتین، وذلک بإبراز التزامات الطبیب وحدودها الواجبة الاتباع.