مبادرات تدويل دورة الوقود النووى تحليل فى إطار قواعد القانون النووى الدولى والقوانين الوطنية

مقدمة الدراسة

تعتبر قضیة تدویل دورة الوقود النووى Internationalization of The Nuclear Fuel Cycle للدول التى تعمل على امتلاک منشآت نوویة أو محطات نوویة لتولید الکهرباء لیست جدیدة، لکنها حظیت بالاهتمام مرة أخرى منذ عام 2005 نتیجة القلق من الانتشار النووى على المستوى الدولى مع الاهتمام المتزاید خاصة من جانب البلدان النامیة بتولید الکهرباء بالطاقة النوویة. والغریب أن الاهتمام بمبادرات الإمداد بالوقود النووى أقترح من جانب الموردین للوقود النووى ولیس المستوردین او المتلقیین للوقود، بالرغم من معاناة المتلقین له من الممارسات القائمة فى هذا المجال. وفى الحقیقة، یرجع ذلک لأسباب تتعلق بتنامى القلق لدى الموردین من احتمال امتلاک عدد متزاید من الدول للقدرة على إنتاج الوقود النووى الأمر الذى یؤثر على احتکارها لهذه التکنولوجیات من جانب، والتهدید المحتمل من انتشار تکنولوجیا إثراء الیورانیوم من جانب آخر. وتکمن المشکلة - من وجهة نظرالموردین بالطبع- فى أن النظام الحالى للاستخدامات السلمیة للطاقة النوویة، والمادة الرابعة من معاهدة منع انتشار الأسلحة النوویة Nonproliferation of Nuclear Weapons Treaty (NPT) والتى سوف نستخدم لها اختصاراً باللغة العربیة فیما بعد "م ن أ ن" فى القلب منه، یعطى الدول الأطراف حق غیر قابل للتصرف، فى الاستخدامات السلمیة للطاقة النوویة، حتى أنه یلزم الموردین بتسهیل التبادل الکامل للمعدات والمواد والمعلومات التکنولوجیة والعلمیة، أى أنه یلزم الذین یملکون تکنولوجیا الإثراء للیورانیوم مشارکة الآخرین فى هذه التکنولوجیا بشرط أن تستخدم استخداما سلمیا وتحت ضمانات الوکالة الدولیة للطاقة الذریة ونستخدم لها اختصار فى هذه الدراسة هو (و د ط ذ). وبالتالى، فإن مبادرات الإمداد بالوقود النووى تهدف بالنسبة للموردین للوقود النووى إلى تنظیم تطبیق الحق القانونى فى الاستخدامات السلمیة للطاقة النوویة، وبالنسبة للمتلقین للوقود النووى فإنه یستهدف التقیید والتکتل فى وجه هذا الحق.